ملكيصادَق أو ملكي صادَق



ملكيصادَق 
ملكيصادَق أو ملكي صادَق  Melchizedek، اسم ساميّ – أراميّ الأصل معناه «ملك البِرّ» وهو ملك شاليم (ساليم) أيّ السّلام، وعلى الأرجح هو ملك أورشليم، ومعناه باللغة ذاتها مدينة السلام.

هو كاهن الله العليّ الذي أخرج خبزًا وخمرًا لإبراهيم وباركه: «مبارك إبرام من الله العليّ مالك السّموات والأرض». (تك ١٨:١٤-٢٠)

f - يجمع ملكيصادَق في شخصه الكاهن والمَلك معًا.
- هو بلا أب، بلا أمّ، بلا نسب. لا بداءة أيّام له ولا نهاية حياة. مُشبّهٌ بابن الله. هذا يبقى كاهنًا إلى الآبد (عبرانيين ٣:٧).
- ليس من سبط لاوي، وليس لكهنوته ابتداء معروف ولا نهاية، كما كانت لملكيصادَق أسبقيّة على إبراهيم «هو بارك الذي له المواعيد»، ويفوق كهنوته كهنوت اللاويّين وكهنوت هارون (عبرانيّين٧).
- يرمز إلى المسيح الكاهن على رتبة (ترتيب/ المصفّ الكهنوتيّ τάξη) ملكيصادَق (مزمور 110: 4، عبرانيّين ٢٠:٦، ١:٧-٢٢).
- في عيد ظهور الله في الجسد، أي عيد الميلاد، يقول الكاهن في القدّاس الإلهيّ وهو يحمل الإنجيل في الدخول الصغير:«حَلَفَ الربُّ ولن يندم أنّكَ الكاهنُ إلى الدَّهر على ترتيب ملكيصادَق». ومعناه ’’أقسم الربُّ ولن يتراجع‘‘ (عب1٧:6). فالربّ باقٍ على وعد خلاصه الذي قاله لحوّاء «هو يسحق رأسك وانت تسحقين عقبه»(تكوين١٥:٣).
استمر هذا القَسَم بالوعد الخلاصيّ للآباء والأنبياء في العهد القديم ليتحقّق بالتجسّد الإلهيّ، وبكلّ الأحداث الخلاصيّة اللاحقة التي تمّمها الربّ يسوع المسيح المخلّص.

خلاصة
كان الكهنوت، عند اليهود بعد زمن ملكيصادَق، من سبط لاوي، أمّا الملوكيّة فكانت من سبط يهوذا الذي منه أتى داود الملك، كما أنّ كلمة «ملك» عند اليهود تحمل أيضًا معنى رئيس قضاة chief magistrate.

الربّ يسوع المسيح جمع هذه الصفات الثّلاث معًا:

فهو الكاهن الأوّل، القديم الآيّام، وهو الملك وهو القاضي العادل.
وهو رئيس الكهنة إلى الأبد وقبل الزمان، والكاهن الأوّل والذبيحة نفسها.
وبه بطلت الذبائح والمحرقات، ولم يعد من حاجةٍ ليدخل رئيس كهنة اليهود إلى قدس الأقداس مرّة في السّنة، فيكفّر عن نفسه وعن الكهنة وعن الجماعة كلّها، لأنّ الربّ كان المقرِّب والمقرَّب.

دعى اليهود هذا اليوم يوم التّكفير Yom Kippur، واختصروه بكلمة «اليوم» Yom لأنّ لا يوم في السّنة يعلو عليه، إذ كان اليوم الوحيد في السّنة الذي يدخل فيه رئيس الكهنة قدس الأقداس، وهو اليوم الوحيد الذي يقوم فيه رئيس الكهنة بالعمل الكهنوتيّ التكفيريّ بمفرده علمًا بأنّ الطاقم الكهنوتيّ كان كبيرًا جدًّا.

ومع هذا كلّه بقي هذا اليوم ناقصًا ويعاد كلّ عام، إلّا أنّ الربّ شقّ قدس الأقداس لحظة موته على الصليب «وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى إثنين من فوق الى أسفل. والارض تزلزلت والصخور تشقّقت والقبور تفتّحت وقام كثير من أجساد القدّيسين الراقدين...» (متى٥١:١٧-٥٣)، فدخلنا معه من «الرواق إلى قدس الأقداس» وزالت الحواجز التي فصلتنا عن ملكوت السماوات.

قرّب الله نفسه ذبيحةً مرّةً واحدة وبالتالي أصبح هذا «اليوم» يومًا ملكوتيًّا لا يحدّه زمان ولا مكان، وهو يوم مفتوح للبشر أجمعين بدأه الله بتجسّده ويستمرّ معنا أخرويًّا إلى مدى الدهور.

فكلمة كفّارة تعني تغطية أو ستر، وهي بأصولها اللغويّة الزراعيّة تعني نَكَشَ الأرض وقَلَبَها وبَذَرَها وغطّاها بالتراب أي أصبحت أرضًا جديدة.

لهذا اليوم معنى رمزيًّ كبير إذ كان اليهود يؤمنون أنّه في هذا اليوم تُغفر الخطايا، ويُستر على الإنسان بدم المحرقات، أمّا الربّ يسوع المسيح فسَتَرَنا بدمه الكريم لنعبر معه زرعًا جديدًا إلى الحياة الأبديّة ويكون يوم خلاصنا الأبديّ.