قداس إلهي أول بمناسبة عيد القديسة تقلا - داريا



2016-09-24
قداس إلهي أول بمناسبة عيد القديسة تقلا
في كنيسة مار تقلا في داريا
٢٤-٩-٢٠١٦
 
يبقى الصليب أقوى حدث في حياة السيد المسيح له المجد على الرغم من أنه أضعف موقف من المواقف التي اختبرها ربنا على الأرض. لذا فإن نظرتنا إلى الصليب اليوم تنطلق من موقف قوة، لا من موقف ضعف، لأن الصليب هو في الحقيقة تلك القوة التي حوّلت اللعنة إلى بركة والموت إلى حياة. هكذا، وبنعمة المصلوب وصبره وتعزيته لنا لم يعد الصليب يشكل ثقلاً على كاهل الإنسان الذي يحمله، بل نيراً هيناً وحملاً خفيفاً... فإذا استطاع كل منا أن يجعل الصليب في قلبه، فلن تقدر ظلمة الأيام أن تُطفِئ نور الحياة داخلنا، ولن تخنقنا أيّة ضيقة.
 
بهذا الإيمان سارت القديسة تقلا المعادلة للرسل، فلم تؤذها نار العذابات لأن نار الشوق للقاء الرب قد أخمدتها. لذلك نتوسل إليك يا تقلا المغبوطة أن تتوسلي الرب الإله أن يبعد الضيقة عن جميع الناس وعن أبنائك الملتجئون إلى كنف شفاعتك.
 
ببركة أبينا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر توجه أهل رعية داريا للتضرع إلى القديسة تقلا في يوم عيدها في كنيسة رعيتهم. مشهد أدمع العيون ولوع القلوب. فطفل يتذكر مدرسته وأم تبكي على بيتها وأب يتحصر على مكان عمله...
لكنهم جميعاً تسلحوا بقوة الرجاء والتعزية ليلتفوا حول الأسقف موسى الخوري والأسقف لوقا الخوري وحشد من الآباء الكهنة، على رأسهم الأب بشار قره كاهن رعية داريا، في قداس إلهي مهيب، كان الأول بعد تحرير داريا. وقد رتلت في القداس جوقة رعية عربين، رغبة من هذه الرعية المتألمة أيضاً أن تشاطر ألم إخوة لها مجروحين مثلها. 
بعد الصلاة توجه الجميع، برفقة المعاون البطريركي للروم المللكيين الكاثوليك الأسقف جوزيف عبسي وعدد من الكهنة لزيارة كنيسة القديسين بطرس وبولس للروم الملكيين الكاثوليك وبعض أحياء المدينة المدمرة.
نصلي بشفاعة القديسة تقلا أن يحل السلام في وطن السلام وأن يعود كل مهجر إلى بلده.