المرأة الكنعانية



يُقسم كلام الرّب يسوع المسيح إلى ثلاث مراحل ليصل في مرحلته الأخيرة إلى محور هذا المقطع الإنجيلي ومغزاه. cc

في المرحلة الأولى تصرخ المرأة الكنعانية وتناشد الربّ، وبالمقابل يسوع لا يجيبها بكلمة. وعندما يطلب منه التلاميذ أن يصرفها يُجيبهم :«لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ».

في المرحلة الثانية تأتي المرأة وتسجد للرب وتطلب منه العون. فيقول النص إن يسوع "أجاب" وليس "أجابها"، وهنا بيت القصيد. فجواب الربّ لم يكن حصرًا للمرأة الكنعانيّة، بل جوابًا عامًا سمعه التلاميذ وهي وكل من يقرأ النص. فهو كان يُردّد ما كان يعتقده اليهود أن كل الشعوب الوثنية غير اليهودية هي كلاب أي نجسة. وليس مستغربًا أن التلاميذ كان عندهم الاعتقاد نفسه.
وهذا درس لتلاميذه ولليهود ولكل الناس أنّه أتى لخلاص جميع البشر وليس لشعب خاص كما كان اليهود يعتقدون.

في المرحلة الثالثة تجيب المرأة جوابًا يتخطّى إيمان اليهود، عندئذ يتوجّه إليها الرّب مباشرةً، ويقول النص الإنجيلي بوضوح تام : "حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا"، ويكمل النص أن الربّ أثنى على إيمانها كما حصل مع قائد المئة عندما قال له: «الحق اقول لكم لم أجد ولا في اسرائيل إيمانا بمقدار هذا" (متى ١٠:٨).

نعم الله تجسّد وأصبح إنسانًا لكلّ واحد منّا. فالمجد لك يا رّب المجد لك.