البارّة في الشهيدات باراسكيفي



07-26

ولادتها:
وُلدت القدّيسة الشّهيدة باراسكيفي في قرية قريبة من روما أيّام الامبراطور ادريانوس (١١٧-١٣٨م) لوالدَين مسيحيَّين، أغاثون وبوليتيا.

سُمّيت باراسكيفي لأنّها وُلدت يوم الجمعة، يوم الآلام. باراسكيفي في أصله هو اسم يوناني مركّب πᾰρᾰσκευή. 

παρα- +‎ σκευή ويعني قبل التحضير أو قبل المباشرة. كان يستعمل في عدة ميادين، عسكريّة ودينيّة، مثلًا: هو اليوم الذي يسبق يوم السبت عند اليهود الذي يدعى "شِشي"، أي ما يُعرف اليوم بنهار الجمعة. مِن هنا أيضًا أخذ معنى التهيئة أي نهار التهيئة لذاك اليوم الكبير. كذلك πᾰρᾰσκευή في اللغة اليونانيّة تعني يوم الجمعة، وتعني أيضًا التحضير preparation بمعنى التهيئة.

paraskevi


وفاة أهلها:
كانت مكرّسة لله منذ طفولتها، تقضي وقتها في الكنيسة، تصلّي وتدرس الكلمة. مات والداها وهي في الثّانية عشرة من عمرها (ويقال في العشرين) فوزّعت مالها على المحتاجين وصارت تجوب المدن والقرى مبشّرة بالمسيح.

محاكمتها:
آمن به عدد كبير من الوثنيّين. ممّا أثار حسد اليهود فوشوا بها الى حاكم المنطقة التي كانت فيها.

لمّا مثلت أمام الحاكم حاول أن يقنعها بتقديم الذّبائح لآلهة الوثنيّين ويستميلها بالوعود ويهدّدها بالعذاب، لكنّ الصبيّة أجابت بثقة:

 


Q2 " لن أنكر يسوع المسيح أبداً ولن يفصلني أيّ عذاب عن حبّه لأنّه قال: أنا نور العالم، من يتبعني لن يسير في الظلام، بل يكون له نور الحياة (يوحنّا 8: 12). وآلهتكم التي لم تخلق السّماء ولا الأرض ستباد من الأرض وتحت السّماء (أرميا 10 :11)".


تعذيبها وشفاء الحاكم:
غضب الحاكم غضبًا شديدًا وأمر أن تُلبَس باراسكيفي خوذة من الحديد الحامي، ثم أُلقيت في السّجن بعد عذاب أليم فشفاها ملاك الرّبّ.
paraskevi52 أمام هذا العجب آمن بالمسيح سبعون من الجنود الحرّاس، فأمر الحاكم بقتلهم جميعًا، وطلب باراسكيفي التي جدّدت الاعتراف بالايمان. فأمر الحاكم بأن تُلقى في وعاء مملوء بالرّصاص المذاب. وهنا أيضًا لم تُصَب بأذى، فظنّ الحاكم انّ الرّصاص لم يكن محرقاً فاقترب منه فأصيب بالعمى من شدّة النّار. تألّم كثيرًا وصرخ: "أشفقي عليّ يا خادمة الإله الحقيقيّ وأَعيدي البصر الى عينيّ فأؤمن بالله". صلّت القدّيسة من أجله فشفي واعتمد باسم الثّالوث القدّوس مع كلّ اهله. 

إخلاء سبيلها وومحاكمتها من جديد:
تركت القدّيسة باراسكيفي المنطقة حرّة وتابعت رسالتها.
كانت تبشّر في مدينة يحكمها شخص اسمه اسكليبيوس، فلمّا قادها الجنود أمامه طلبَ منها أن تعرّف عن نفسها، فرسمت إشارة الصّليب وقالت إنّها خادمة الله خالق السّماء والأرض الذي قبِل الصّلب والموت طوعًا من أجل خلاصنا، وأنّه سيأتي بمجدٍ ليدين الأحياء والأموات.

فأمر اسكليبيوس أن تُضرب بالسّياط وتُلقى في السّجن. هناك وجدها الحرّاس في اليوم التّالي بصحّة جيّدة.

لمّا طلبت القدّيسة أن تذهب الى معبد أبّولّون فرح الوثنيّون لأنّهم ظنّوا أنّها ستقدّم الذّبائح للآلهة. لكنها صلّت طويلاً ورسمت إشارة الصّليب فوقعت التّماثيل أرضاً وتحطّمت كلّها.
عندئذ صرخ الشّعب: "عظيم إله المسيحيّين". فغضب كهنة الآلهة وطلبوا من الحاكم أن يُنهي أمر باراسكيفي فأُلقيت في حفـرة فيها تنّين وأفاعٍ فنجت منها بالصّلاة.
لمّا وجد اسكليبيوس إنّه لم يصل الى نتيجة أرسلها الى منطقة أخرى يحكمـها رجـل ظالم اسمه تَراسيوس.

عجائبها واستشهادها:
هناك صارت باراسكيفي تشفي المرضى باسم المسيح، فاتّهمها الحاكم بالسّحر، وأمر أن تُلقى بين الأفاعي. رسمت القدّيسة إشارة الصّليب فنجّاها ملاك من الأفاعي ومن كلّ التّعذيبات.
غضب الحاكم وأمر بقطع رأسها، فصلّت كثيراً بدموع وقضت شهيدة حبّها للمسيح.

كتب سيرتها يوحنّا أوفيا في القرن الثّامن ومنها هذه الخلاصة. بعدها كُتبت سيَر أخرى تختلف عنها قليلاً تكرّم القدّيسة باراسكيفي في أماكن كثيرة وبالأخصّ في اليونان. ولها في إيقونستاس كاتدرائيّة النبيّ الياس أيقونة.