رقاد القدّيسة حنّة أم والدة الإله الفائقة القداسة



07-25

١-  مقدّمة:

تقيم الكنيسة اليوم تذكار رقاد القدّيسة حنّة أمّ والدة الإله الفائقة القداسة.

جميلة جدًا هذه العائلة المقدّسة، يواكيم وحنّة ومريم.   

سيرتها رائعة لكل الأجيال. كان محور العائلة الصلاة. ولم يفقد يواكيم وحنّة الأمل عندما تأخّرت حنة بالإنجاب، بل صبرا وثابرا على الصلاة.11

مريم تعلّمت التقوى مِن ذويها، وأكملت نموها في الهيكل مِن صغرها. وعندما أتاها الملاك جبرائيل ليسألها ويبشّرها، قالت نعم بملء إرادتها.

يا رب تعال واسكن في عائلاتنا وقدّسها لأنّ هدف العائلة الأوّل والأخير، أنجبت أولادًا بالجسد أو لم تنجب، القداسة.

 ٢- معنى اسم حنّة:

أصل الاسم عبري "شانا" ويأتي مِن الجذر "شانان" hanan أي النعمة والحنان والعطف. وهو نفس الجذر لفعل "أُوصَنَّا" أي "هوشعنا" الذي هتف به الشعب عند دخول الرب يسوع المسيح أورشليم، ومنه أخذ العيد تسمية الشعانين.

كما أن اسم حنّة كُتِبَ باليونانيّة Άννα   Annaومنه أتّى الاسم حنّة.

كذلك فعل أُوصَنَّا Ὡσαννὰ باللغة العبريّة يتألّف مِن فعلين: الأوّل "خلاص" والثاني "مناجاة" للخروج من محنة، وترجمته "يا ربّ خلّص". وهو يجمع بين الهتاف والتهليل بحماس والاستقبال والفرح، وبين صرخة خلاص ومناجاة إنقاذ للعبور من المِحَن إلى برّ الأمان وطلب عطف الله. الشخص الذي يُعطي هذا الخلاص يُدعى المُخلّص أي المسيح.

 مِن هنا صرخ الشعب: "أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». (مت٩:٢١).

  

٣- من هي حنّة:

هي والدة السيّدة العذراء مريم والدة الإله.

هي مِن سبط لاوي، وهي آخر مولود لرئيس الكهنة ماثان (متّى) بن لاوي بن ملكي مِن نسل هارون الكاهن.
والدتها تدعى مريم مِن سبط يهوذا، وأنجبت ثلاث بنات مريم وصوبي (صوفيّة) وحنّة.
الابنة البكر مريم، التي هي على اسم والدتها، تزوّجت في بيت لحم وأنجبت المرأة الحكيمة صالومي القابلة.
البنت الثانية صوبي تزوّجت وأنجبت أليصابات، أمّ القدّيس يوحنّا المعمدان.
البنت الثالثة هي القدّيسة حنّة. تزوّجت مِن الصدّيق يواكيم في الجليل، وهو من سبط يهوذا، وأنجبت مريم التي صارت والدة الإله.
بهذا تكون والدة الإله وسالومي وأليصابات بنات خالات. وعلى هذا ايضًا بحسب الجسد، يكون الرّب يسوع ابن خالة القدّيس يوحنّا المعمدان.

٤- حياة القدّيسة حنّة:

30680e071dff2f35c7fdaabaa06547d8 كانت إمرأة تقيّة جدًا، وكانت عاقرًا، وقد رزقها الله الطفلة مريم العذراء بعد سنوات طوال من الصوم والصلاة.
كانت حياتها هي وزوجها يواكيم بسيطة ومستقيمة أمام الرب، وكان يواكيم غنياً وله قطعان كبيرة من الأغنام والماشية، يُعيل الفقراء وكل الذين يخافون الله؛
كذلك كان يواكيم رجلًا صادقًا يملك قطعان كبيرة من الأغنام والماشية، وكان محبًّا لله وللآخرين. يقسّم كل شيء يملكه الى ثلاثة أقسام، الجزء الأول لهيكل الرّب وللذين يعبدون الله، والثاني للأيتام والأرامل والغرباء والفقراء، والثالث يحتفظ به لنفسه والى عائلته وأهل بيته.

قيل انها رقدت وهي في سن التاسعة والستين. أما القديس يواكيم فكان في الثمانين حين رقد. فتكون ابنتهما مريم بذلك فقدت والديها في سن الحادية عشرة تقريبًا.

يوجد قبر القدّيسة حنة وقبر القدّيس يواكيم في مدخل كنيسة الجسثمانية التي مقابل كنيسة القيامة.


+ طروبارية رُقاد القدّيسة حنّة أم والدة الإله باللحن الرابع:

يا حنّة المتألِّهة العزم، لقد ولدتِ والدة الإله أمَّ الحياة النقيّة، فلذلك انتقلتِ الآن بمجد مسرورة إلى النهاية السماويّة، حيث سكنى جميع الفرحين، مستمدةً غفران الخطايا، للذين يُكرِّمونكِ بشوقٍ أيّتها الدائمة الغبطة.

+ قنداق باللحن الثاني

لنعيّدنَّ بإيمان لتذكار جدَّي المسيح، مستمدين معونتهما لنجاتنا جميعاً من كل الضيقات، نحن الصارخين كُن معنا أيها الإله، يا من شرَّفتهَما كما سُررت.