البطريرك يوحنا العاشر يقيم قداس رأس السنة في…



2017-01-01


البطريرك يوحنا العاشر يقيم قداس رأس السنة في الكاتدرائية المريمية بدمشق ١ كانون الثاني ٢٠١٧ أقام البطريرك يوحنا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق قداس رأس السنة الميلادية في الكاتدرائية المريمية بدمشق.
وعاونه في الخدمة الأساقفة موسى الخوري ولوقا الخوري ونقولا بعلبكي وأفرام معلولي ولفيف الآباء الكهنة والشمامسة وحضر القداس جمع من المؤمنين. وخدمت القداس الذي نُقل عبر الإعلام المرئي والمسموع جوقة الكنيسة المريمية.

وحضر القداس مفتي الجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون على رأس وفد من وزارة الأوقاف. كما حضر أيضاً القس دافيد سميث على رأس وفدٍ من الكنيسة الانجيلية في استراليا.

وخلال القداس جرت الصلاة على نية أن يحمل العام الجديد السلام للعالم ولكل الناس.

وكانت لغبطته عظة مما جاء فيها:

"يطلُّ العام الجديد وسوريا الجريحة تدخل عامها السادس من الأزمة. يطل ونحن ندفع من دماء أبنائنا ليبقى الوطن. كل حمم الإرهاب وكل شظايا التكفير انصبّت على أرضنا وهي الغريبة عنها. يكفينا دماً ويكفينا خراباً. هذا البلد سيبقى واحداً موحّداً وستعود إلى أحضانه كل أراضيه كما عادت حلب. دعوتنا اليوم إلى تعزيز جهود المصالحة فيه وتمتين أسس العيش الواحد.

ودعوتنا أيضاً إلى القوى الكبرى إلى المبادرة إلى رفع الحصار الاقتصادي الخانق الذي يحرم الكل من لقمة العيش بينما لا يحميهم من وابل القذائف التي تنهال على رؤوس الآمنين لأن سوقَ السلاح مفتوحة على مصراعيها.

إن ما تشهده المنطقة ليدعو الجميع إلى وقفة حق وتأمّل. كفانا إرهاباً وكفانا دماءً. نحن كمسيحيين في هذا الشرق ندفع كغيرنا ضريبة ما يجري. ونحن هنا لنسمع الصوت من جديد: دماء مسيحيي مصر هي دماؤنا وبيوت مسيحيي العراق بيوتنا ونحن أخوة التاريخ والجغرافية مع مسلمي هذا الشرق ومع كل أطيافه ومكوناته، أقلياتٍ كانوا من حيث العدد أو أكثريات.

وهنا ومن جديد نضع برسم العالم كله والمنظمات والحكومات قضية مطراني حلب التي تختصر شيئاً من معاناتنا كمسيحيين مشرقيين والتي تعتبر بحق طعنة الباطل في جسد الحقّ.

نضع برسم الجميع قضية المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ ما يقارب الثلاث سنين ونصف. ونهيب بالجميع النظر إلى هذا الملف الإنساني والعمل الجاد على إطلاقهما مع كل المخطوفين. صلاتنا اليوم من هذا المكان المقدّس، من أجل لبنان. ودعوتنا أن يبقى هذا البلد موئلاً للمواطنة والعيش المشترك بين كل الأطياف.

ندعو الجميع إلى الحفاظ على ميثاقية هذا البلد ترجمةً للعيش الواحد والمواطنة والخروج من المنطق الفئوي الطائفي إلى بوتقة الوطن الذي يسمو بتضافر جهود كل أبنائه ومن كل الفئات. نشكر الله أن الأيام الأخيرة أنهت فراغ رئاسة الجمهورية ونصلي ونأمل أن تسفر الأيام القادمة عن تبنّي قانون جديد للانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وذلك حفاظاً على المؤسسات الدستورية ورأفةً بالمواطن الذي يدفع من صحّته وأتعابه ضريبة غالية. إن التوافق في القضايا الكبرى التي تهم هذا البلد هو مناطٌ بتقبّل منطق الحوار الجادّ واعتماده دوماً لحلحلة كل العقد والملفات".