. هي سلام محبةٍ من أناس ديارنا الذي جرحهم…



2014-10-23

p1 كلمة البطريرك يوحنا العاشر 
في صلاة الشكر في أثينا، 23 تشرين الأول 2014 

صاحب الغبطة، 

إخوتي وأحبتي، 

أنا سعيد لوجودي بينكم. 

هي زيارةٌ سلاميةٌ. هي سلامٌ قلبيٌ منّي لكلّ فردٍ فيكم. هي سلامٌ لكم، صاحب الغبطة وللإخوة المطارنة، باسمي وباسم الوفد المرافق لي. هي سلامٌ لكم وعبركم إلى كلّ فردٍ وكلّ بقعةٍ في اليونان. هي سلام محبةٍ من أناس ديارنا الذي جرحهم ويجرّحهم ضجيج الحروب. هي سلام محبةٍ من إخوتكم مؤمني كنيسة أنطاكية. سلام من ناس مخطوفين وشهداء ومهجّرين. هي سلام من أخوينا وأخويكم مطراني حلب وكهنتها المخطوفين. هي سلام وصلاةٌ من أجل شعبكم الطيّب وبلادكم الطيبة. هي سلام قيامة من وسط رماد التجربة، وفي الوقت عينه سلام إرادة ورجاءٍ وتصميم وتأكيدٍ أن قوةًّ في هذه الدنيا لن تجتثنا من أرضنا، وأن كلّ صعوباتنا نرميها أمام صليب مخلّصنا ونضعها أمام إكليل شوكه.

لقد عرفتكم شخصياً يا صاحب الغبطة وعرفت فيكم أخاً عزيزاً زار كنيستنا وديارنا وقت غادرها كثيرون، وذلك في أواخر أيام حبرية البطريرك إغناطيوس. وعرفت سلفيكم المثلثي الرحمة خريستوذولس وسرافيم. وفي بلادكم تلقّيت علومي اللاهوتية، وفي أديارها عشت ورأيت كيف يُعجن اللاهوت بخمير التواضع ويتجسّد محبةً وصلاةً.

100 لقد أعطت الكنيسة اليونانية الكثير لكنيسة أنطاكية، فقد استقبلت الكثير من أبنائنا، وفتحت لهم أبواب معاهدها وجامعاتها فتخرّجوا منها كهنة ومطارنة ليرعوا شعب المسيح في ديارهم. والكنيسة اليونانية واكبت وبشكل خاص إنطلاقة أنطاكية الأرثوذكسية في العصر الحديث.

والبلمند خير دليل على هذا. فقد انطلق المعهد اللاهوتي سنة 1970 واستفادت أنطاكية من الخبرة اليونانية، فعهدت بعمادة المعهد إلى سيادة المتروبوليت بندلايمون رودوبولس وارتبط معهد القدّيس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند بالكنيسة اليونانية التي رفدته بخيرة أساتذتها وببرنامج للغة اليونانية، أسهمت فيه الحكومة اليونانية، يتيح لطلابنا فرصة الوصول إلى دراسة اللاهوت بلغة الآباء. وكلّ ذلك يؤهّلنا أن نقول إن ما يجمعنا باليونان كبلد وشعب هو حنينٌ لغيرةٍ رسوليةٍ لإيمان أرثوذكسي واحدٍ جامعٍ تذوب فيه الإثنيات في بوتقة الأرثوذكسية، وتتشابك فيه اللغات والعادات أمام مائدة الافخارستيا وأمام سيدها الذي خاطبنا بلغة المحبة.

وبلغة المحبة أختم اليوم سائلاً الرب القدير أن يحفظكم ويحفظ اليونان وشعبها الطيّب وأن يأخذ بيمين حكّامها إلى ما فيه خير إنسانها.

كما أسأله أيضاً أن يعطي ديار أنطاكية السلام لتستقبلكم بشعبها الطيّب المفطور على محبّة القدّيسين وذكرى الرسل وملاحم الشهداء القدماء والجدد.

وإلى سنين عديدة يا سيد.