"الرعاية الحقيقية هي فن المحبّة، وإذا عرفنا كيف…



2014-12-01

البطريرك يوحنا العاشر في حوار خاص من بخارست عبر شاشة تلفزيون trinitas التابع للكنيسة الأرثوذكسية الرومانية.
حاوره الأب نيقولاي المستشار الإعلامي لبطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية.

" نحاول أن نستعمل الحقيقة التي هي نفسها المسيح، والتي لا تتغير ولا تتبدّل، وأن نستعملها بطرقٍ جديدةٍ لكيّ نقدّم المسيح الذي هو خلاص العالم" يوحنا العاشر.

أجاب غبطة البطريرك يوحنا العاشر من خلال هذه المقابلة التي سوف تبثها تيلي لوميار 
ونورسات تباعًا، على جملة تساؤلات وإشكاليات تتعلّق بالواقع الكنسي والمجتمعي في ظل التحدّيات المستجدّة اليوم، خصوصًا بأنّنا على عتبة الدخول في الألفية الثالثة وعليه، استهلّ البطريرك يوحنا العاشر حواره بتقّديم التهنئة والمعايدة لكنيسة رومانيا وشعبها بمناسبة عيدي القدّيس اندراوس وعيد الوطني للدولة؛

1- تحدّيات الألفيّة الثالثة:

ردًا على سؤال الأب نيقولاي حول التحدّيات التي تواجهها البطريركية الأنطاكية أجاب غبطته: "من الطبيعي أن تواجه اليوم الكنيسة عامةً والكنيسة الأنطاكية خاصةً تحدّيات كثيرة تختلف باختلاف معطيات العصر، فالمواضيع التي نواجهها اليوم هي متبدّلة، فهناك التطوّر التكنولوجي والعلمي الذي تراءى لنا في الظهور منذ مطلع الألفية الثانية، واليوم مع الألفية الثالثة يحمّلنا هذا التحدي مسؤوليات جمّة، لذلك تنتظر الناس من الكنيسة كلمة (أي حضور فاعل من مبدأ اللوغوس)، ومن واجبنا في المقلب الآخر أن نقدّم المسيح يسوع كخلاص لنا في كلّ المسكونة، خاصةً في الظروف القائمة اليوم والتي طغت على كافة المواضيع والقضايا. فالجميع اليوم يبحث عن السلام والطمأنينة نتيجة ظروف الحرب والأحداث التي تمرّ بها المنطقة".

2- الشباب:

عن موضوع الشباب شرح غبطته:" إن تحدّيات اليوم تضعنا في مواجهة مع عنصر الشباب الذين يشكّلون عصب الكنيسة ونبضها، لذلك نسعى جميعنا، آباء كهنة وأساقفة ومطارنة، في كلّ الرعايا والأبرشيات والكنائس، إلى بذل الجهد لنكون دائمًا إلى جانب أبناء كنيستنا، وذلك من خلال "الاجتماعات المتواصلة معهم - مدارس الأحد - النشرات الأسبوعية التثقيفية - الصلوات اليومية - المخيّمات - التعليم الديني، وغير ذلك من المعطيات التي نقدّمها اليوم لشبابنا ولأبنائنا ".

واكّد متابعًا " نحن نؤمن أن المسيح بين الأمس واليوم والأبد هو المسيح الحيّ المتجدّد، ونحاول أن نتعاطى مع الشباب بروح العصر وبالروح التي يفهمونها، كما نحاول أن نستعمل الحقيقة التي هي نفسها المسيح، والتي لا تتغير ولا تتبدّل، وأن نستعملها بطرقٍ جديدةٍ لكيّ نقدّم المسيح الذي هو خلاص العالم".

3- الرعااية: "الرعاية الحقيقية هي فن المحبّة، وإذا عرفنا كيف نحب الآخر عندها تتحقّق الرعاية" يوحنا العاشر

وهذا ما يتطلّب من الراعي أو الأسقف الذي اقتنى المسيح في داخله أن يحتضن ويحبّ الآخرين، " فنحن نحاول اليوم أن نسخّر كلّ شيء من أجل البشارة وكلمة يسوع المسيح، ونسعى أيضا بأن تستخدم الكنيسة كلّ وسائل التكنولوجيا من أجل نقل البشرى السارة".

4- تنظيم وهيكليّة:

وحول اعادة بلورة وتنظيم هيكلية الكنائس الأرثوذكسية بعد اتّساعها وامتدادها أشار غبطته:" كلّ الكنائس اليوم بات لديها كنائس في كلّ انحاء العالم، فعلى سبيل المثال اذا اتخذنا نحن أبرشية أميركا الشمالية حيث نغادر لتنصيب المطران الجديد جوزيف زحلاوي عليها ، يوجد فيها بالإضافة إلى مطران الأبرشية تسعة أساقفة مساعدين و265 رعيّة، و 265 كنيسة ليس بالرقم السهل".

وحيث توجد كنيسة الروم الأرثوذكس توجد كنيسة للرومان الأرثوذكس، إضافةً إلى كافة الكنائس الأرثوذكسية، لذلك بات من الأهميّة بمكان أن تبحث الكنائس الأرثوذكسية في هذه الأوضاع المستجدّة " موضحًا " بأن أبناء الكنيسة الأنطاكية أينما وجدوا في الانتشار، يحافظون على علاقتهم مع الكنيسة الأم وتمسّكهم بإيمانهم وتقاليدهم وعاداتهم من جهة، وبتناغم مع المجتمع الذي ينصهرون فيه من جهة ثانية".

5- اللقاءات الثنائيّة:

وحول سؤال ما مدى تأثير اللقاءات الثنائية بين البطاركة وتأثيرها على الرأي العام، أكّد البطريرك يوحنا: " التعاون واللقاء الثنائي له بعد أرثوذكسي عام، يشدّد على أهميّة التعاون وعلى الدور الفعّال".

وبالنسبة للكنيستين الأنطاكية والرومانية اللتان عاشتا الظروف نفسها، من الطبيعي أن يكون لديهما دورًا هامًا وفعّالاً "، وعن التعاون المستقبلي بين الكنيستين الأنطاكية والرومانية أوضح غبطته:"ما من شك أن هناك العديد من الطرق والوسائل لتحقيق الأمور والنقاط المشتركة بيننا بحيث سيكون هناك تعاون في جوانب متعدّدة منها على الصعيد اللاهوتي - جامعة البلمند - المنح الدراسية - طباعة الكتب - ورحلات الحج الديني وغير ذلك".

في ختام الحوار وجّه البطريرك يوحنا العاشر من رومانيا كلمةً عايد فيها مسيحيي الشرق متمنيًا أن يعم السلام في تلك الديار مع ولادة سيّد السلام، وأن تزول تلك السحابة الداكنة عن مشرقنا"

ليا معماري - نورسات - بخارست "